كيف اكون اعظم انسان

كيف تكون اعظم انسان
قد يعتقد الكثيرون ان العظمة هي في الشيء الظاهري الذي يكون عليه الانسان ولكن الحقيقة هي غير ذلك فالعظماء هم الذين يكونون بداخلهم عظماء ، فكثيرون ممن يتظاهرون بأنهم اناس يختلفون عن غيرهم وانهم اعلى منزلة منهم هم بالحقيقة اناس يعانون من الشعور بالنقص ويحاولون تغطية هذا الشعور بواسطة التظاهر ، والسعي خلف المناصب لينالوا لقب ما يعلقونه على باب مكتبهم ، ولكن العظمة الحقيقة هي بداخل الانسان بقلبه وفكره فبقدر ما تكون لك المحبة نحو الاخرين تكون اكثر عظمة من غيرك ولهذا التاريخ يكافئ الاشخاص الذين ضحوا وعملوا من اجل الاخرين سواء كان الاخرون اهلهم او شعوبهم او اناس لا يمتون اليه بصلة سوى صلة الانسانية ، فهذه هي العظمة الحقيقية ، فالمحبة عندما تغمر الانسان تثمر فيه ما يسميهم الرسول بولس بثمار الروح القدس التي هي :
الايمان .المحبة. الفرح. سلام. قدرة على التحمل .لطف. صلاح .وداعة .والتعفف
ربما تقول "لا يمكن " ان تتوفر بي كل هذا الصفات ، ولكن هل تعلم ان الله يخلق البشر، وهو في داخل احشاء امه. يزرع الله الايمان بروح الجنين قبل ان تنمو اعضاءه البشرية.
عندها يخرج الجنين من احشاء امه الى الدنيا ويكون له موروث بكنز من كنوز الله الا وهو الايمان وهنا تبدأ مسيرته الالهية، فليس عليك يا اخي الانسان سوى ان تسقي ايمانك بصلوات فيتفرع ايمانك وينمو بداخلك. لكي تتوفر بك كل هذه الصفات.
في البدء عليك بتكوين كل هذا الصفات في داخلك لكي تكون اعظم انسان، الانسان الذي يريدك الله ان يكون فهو الذي قال " كونوا قديسين لاني انا قدوس " فالرب لا يريد منا اقل من القداسة والعظمة ولكن كما ذكرنا العظمة بمفهوم الله وليس بمفهوم العالم .
الايمان
في الكتاب المقدس هناك مايدل على أن الايمان هو عيش كلمة الله في حياة المؤمن ان الايمان هو احد ثمار الروح القدس.
اذا وجدت ان لك مزاج يعرضك للشكوك وتردد والخوف بإبتعادك عن الله فأنت تستطيع بوصفك مؤمن بالمسيح ان تطلب من الله فتمتلئ بروح الايمان، حيث يبدل مشاعرك وخوفك وقلقك وشكوكك. فتتلاشى الاعمال التى تصدر من كيانك وتصل الى نتيجة فيتشدد ايمانك ويتشجع قلبك. فتثمر وتنمو عندك صفاه ثانية وهي
المحبة
- ان محبة الله تجعل الانسان مشغول بملكوت الله اكثر من انشغاله بملكوت الارض الذي يعيش فيه في هذا العالم فلابد من ان تكون محبة خارقة .
- لاتدع انانيتك عقبة امام حبك للاخرين
- ان لم تكن مؤمن بالمسيح وممتلئ بالروح القدس فستجد صعوبة لمحبتك للاخرين وستحتاج للاعتماد على الايمان ليسيطر على حياتك فتصبح شخصا رقيق القلب و محبوب.
ان المحبة التي اتكلم عنها ليست مجرد اظهار الشفقة على المتضايقين او المنكوبين ومساعدتهم . بل انها محبة نحو جميع الناس سواء احتاجو للمساعدة ام لا فهي المحبة التي لا تنتظر المقابل .
قال ربنا يسوع المسيح "احبو اعدأكم احسنوا الى مبغضيكم "
ان من اعجب البراهين على وجود المعجزة في الاختبارالمحبة المسيحي هو ان نرى اثنين يتخصمان ويقعان على خلاف ومع ذلك ينموان ويتقدمان في تفاهم والمحبة احدهم للاخر . قال ربنا يسوع المسيح لتلاميذه "بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض "ان الكثير من المشاكل والمتاعب التى تواجه في حياتك يمكن تجنبها اذا كنت ممتلئ بروح المحبة .
يا عزيزي الانسان اذا كنت ترغب في فحص مدى محبتك لله استخدم هذه الطريقة التى ذكرها الرب يسوع " ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي " ، فمقدار حبك للرب يظهر بمدى التزامك بوصاياه وترجمتهم الى الواقع ، فمن السهل ان تكون مؤمنا وانت جالس على احد مقاعد الكنيسة وبيدك كتاب الترنيم ، وتسبح الرب وتشكره ، ولكنك تجد صعوبة في العيش حياة الايمان حالما تخرج من الكنسية وتواجه العالم فهنا يكون الاختبار الحقيقي لايماننا ، عندما تمنع نفسك من الانفجار غضبا على احدهم لانه ازعجك في شيء ما او عندما ترفض اختيار الطرق الملتوية حتى لو كنت تعلم انها الاقصر ، فبهذا يعرف العالم اننا تلاميذ المسيح بأن تكون متمثلين بالمسيح في حياتنا ولا طريق لذلك سوى طريق المحبة .

الفرح
هل تعلم ان الفرح. هو احدى الفضائل المسيحية العظمى. ويستحق ان يوضع في الدرجة الثانية بعد المحبة . اما التشأوم فخطأ جسيم .
لا اقصد بالفرح الفرح السطحي السخيف كالذي يعرفه العالم بل هو فرح دائم ينبع باستمرار من نعمة الله .
ان الفرح الذي يولده الايمان لا تحده الظروف ولا يقف امامه أي حاجز يظن الكثيرون ان الظروف الحسنة تضمن لهم الفرح . هناك فرق بين فرح وفرح.
هناك سرور يحدث نتيجة لتوافق الظروف. كالذي يحكي لك موقف طريف حصل به
اما الفرح الذي اتكلم عنه فيبقى على الرغم من الصعوبة الظروف .
لايقدر أي مؤمن بالمسيح ان يفرح اذا كان يعتمد على ظروف الحياة .
اما سر الفرح في الحياة المؤمن هو ان تكون مملؤ بلايمان.
الفرح والابتهاج شيأن ينتظر وجودهما في حياة المؤمن المسيحي. حسبما يتبين من اسفار العهد الجديد . انهما لايجيأن نتيجة جهد الانسان بل هما عمل الروح الايمان في حياتك.
فدع امرك الى الله وسلم له ذاتك واتكل عليه فسوفا ترى تغير في حياتك من تشأؤم الى فرح وهنا تكون جاهز الى الصفة الرابعا .
السلام
" سلامي اترك لكم سلامي اعطيكم"
السلام الذي تركه المسيح لنا يأتي نتيجة الاختبار الخلاص الذي نختبره بلاايمان .
بدون يسوع المسيح لا يعرف الانسان "سلام" في علاقته بالله .
ان السلام هو دواء الشافي لكل هم لايحصل عليه الانسان بسهولة ان لم تكن مملؤ بالايمان . فدع قلبك يمتلئ بسلام والثقة بالله .
يا عزيزي القارئ ان سلامنا لايجئ نتيجة لظروفنا بل لننظر للمسيح الذي هو وحده مصدر السلام.ولتكون على ثقة ان السلام الذي اعطاه لنا ربنا . يفوق العقل ويحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع .ونتحول الى الصفة الخامسة .



قدرة على التحمل
في رأي مفسري الكتاب المقدس ان هذا التعبير "طول الاناة"يعنى الصبر و القدرة على احتمال الاذي او مضايقة او مصاعب الحياة . فمن منا ليس له مصاعب في حياته ان الحياة بضغوطها ومشاغلها تجعل اكثر الناس يتضايقون ويتأففون. ويتذمرون على وجه الله . ان الذي يصبر ويتحمل . جدير بأن يكون انسان مسيحيا مؤمنا . فلا ينهار في وجه الصعوبات، فالذي يقوم بهذا المهمة البسيطة دون تذمر في وجه الله وارضائه.
يتمم المؤمن مهمته ويحتمل الاهانة ويظل يظهر المحبة بروح المسيح . وهنا قد اتممت نصف الطريق بملء قلبك بالايمان ولتكملة الطريق نتحول الى الصفة السادسة .

لطف
ان الذي يتصف بهذه الصفة هو الذي يسلك مع الاخرين بأدب وترفق ومواساة وتفهم وهي التى تصدر من القلب رقيق انها نتيجة شعور الذي يولده الروح الايمان نحو البشر السائرين في طريق الهلاك .
يستطيع الايمان ان يهب الانسان المؤمن لطف على رغم من جميع اصناف الضغوط التى قد يوجهها .
كان يسوع المسيح مملؤ بروح القدس "بلا كيل"لقد شبه نفسه بالراعي اللطيف الذي يرأف بالخراف الضعيفة ويحافظ عليها . انه لايزال الى اليوم يرأف بألخراف بواسطة خدامه الذين يرعون الرعية بلطف ورأفة .
قال يوحنا المعمدان " انا لااستحق ان احل ربط حذائه" فتخيل نبي من انبياء الله قال هذا فهل انا الانسان استحق ان اكون خادمه او عبده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اسأل نفسك؟
صلاح
يحدد البعض هذه الصفة انها سخاء والتضحية بالذات . المقصود بالصلاح هو<اعمال صالحة> هو ان تكون انسان كريم وتعمل على خير بدافع غير اناني وان تهمك العطاء اكثر من الاخذ وان اهتمامك بمساعدة اللاخرين اكثر من اهتمامك بنفسك
ان البعض يتركون هذا الشعور يتلاشى .
ان ذلك يخسرهم بركة كبيرة وتكون انتقالهم من هم الى هم ومن كأبة الى كأبة بينما كان بالامكان ان يعملوا الخير فيكافأ بفرح وابتهاج.
وداعة
ويحسن بنا ان نذكر ان كل قوة وسلطان كانت تحت تصرف يسوع المسيح حتى في ساعة الامه.
مع ذلك تحمل الالام وتصرف بوداعة من جلنا نحن البشر . لكي نحصل على الحياة الابدية . اذا تضايق أي انسان او احس بضطهاد من قبل الاخرين فأنه حسب الطبيعة سيرد على الاساءة بمثلها . لتوضيح اكثر .
يميل الانسان حسب الطبيعة الى تحقيق شخصيته وتدعيم كبريئه. مما يؤدي بك الى فشل في تقارب من الله
الا اذا كنت مملؤ بلايمان الذي يساعدك بشكل خارق للطبيعة فترد على الاساءة بالوداعة والصفح . وفي المناسبة وصف يسوع نفسه بالقول .
" اني وديع ومتواضع القلب "
التعفف
وهي اخر صفة المؤمن المملؤ بلاايمان هو التعفف وهذا يعنى في الاصل ضبط النفس .,ان التعفف او ضبط النفس كثمر للروح . يحل للمؤمن .
المشاكل التى تصادفك بحياتك اليومية تصبح غير قادر على ضبط نفسك مم يؤدي الى ابتعادك عن الله فبالتالي ابتعادك من الله يزيد من مشاكلك ولن تصل الى نتيجة مثمرة.
لا يستطيع المؤمن ان ينمو وينضج في المسيح مالم تكن لديك انضباط النفس بالروح القدس.ان المسيحين الحقيقين يؤكدون هذا الاختبار لكن لابد من الاعتراف بأن الذين يخصصون وقت للخلو "الصلاة "مع الرب هم قلة .
وهنا يأتى السؤال الكبير كيف اسقي ايماني مالم اتغذي بكلمات الله ؟
فادعوك يا اخي الانسان ان تسقي ايمانك لكي تنمو بحياة المسيح وتعيش حياة ابدية مسالمن معافين مبعود عنك كل شرور . امين[center]