ليس كل مَنْ يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات

ليس كل مَنْ يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات ( مت 7: 21 )

هذه الآية المهمة تعني ضمنًا، أنه دون الاعتراف بربوبية المسيح، لن يدخل الإنسان إلى ملكوت السماوات. فهذا الاعتراف شيء ضروري ومبدئي، وله أهميته الخاصة في موضوع خلاص النفس، لأنه مكتوب: «إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت. لأن القلب يُؤمَنْ به للبر، والفم يُعتَرَف به للخلاص» ( رو 10: 9 ، 10). وعليه، فإن مَنْ ينكر لاهوت المسيح، دعه لا يحلم أنه سيجد القبول في النهاية، أو أنه سيحظى بالخلاص. لن يكون له نصيب في بركات الملكوت الآن، أو في ما بعد، سواء في دائرته الأرضية، أو السماوية.

لكن المسيح يستطرد موضحًا أن هذا وحده لا يكفي. إنه جوهري وأساسي، لكنه ليس كل ما في الأمر. إن كل مَنْ لا يقول يا رب، لن يدخل ملكوت السماوات، ولكن ليس كل مَنْ يقول هكذا يدخل الملكوت.

إن الكتاب المقدس يعلن بكل وضوح، أنه سيأتي قريبًا اليوم الذي فيه ستجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَنْ على الأرض ومَنْ تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع هو رب. فهل معنى ذلك أن الكل سوف يدخلون الملكوت في النهاية؟! أو هل الجماهير الكثيرة التي تعترف اليوم بشفاهها أن يسوع هو رب، هم مُخلَّصون؟! كلا، فمع أن الاعتراف بأن يسوع هو الرب، له الأهمية الكُبرى، لكن المرء لا يجب أن يقف عند هذا الحد. إن المسيحية ليست شيئًا تنطق به الشفاه، بل هي أكثر من ذلك جدًا، إنها حياة عملية مختلفة تُعتبر الترجمة الصادقة لشعار «يسوع رب».

ولهذا تَرِد كلمات الرسول بولس عن قوم «يعترفون بأنهم يعرفون الله، ولكنهم بالأعمال يُنكرونه، إذ هم رجسون غير طائعين، ومن جهة كل عمل صالح مرفوضون» ( تي 1: 16 ). إنه شيء غريب كل الغرابة أن تقول إن يسوع رب، ثم لا تفعل ما يريده هو، بل تمضي عاملاً مشيئتك أنت ومسرتك. كيف يكون هو في هذه الحالة ربًا؟ إن الاعتراف بربوبيته ينبغي أن يتضمن الإقرار العملي بعبوديتنا له. ينبغي أن يتبعه أن نقول له من أعماق القلب: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» ( أع 9: 6 ).